مصر شهدت قرناً من الجدل الواسع حول الحجاب
اهتمت مجلة الأيكونومست البريطانية فى عددها الأخير برصد الجدل الواسع على الحجاب والنقاب الذى يتصاعد حينا ويخبو حيناً آخر. وقالت الصحيفة إن مصر شهدت على مدار مائة عام ومنذ بداية القرن العشرين جدالاً واسعاً حول الحجاب، وكانت هناك فترات انتشر فيها الحجاب وفترات أخرى لم يكن فيها رائجاً.
فما بين العشرينات إلى السبعينات من القرن الماضى لم تكن النساء ترتيدن الحجاب، لكنه عاد من جديد مع ظهور موجة من التدين التى دفعت كثيرين إلى تبنى آراء تؤيد أن يكون للمرأة المسلمة مظهر يميزها. فعادت كثير من النساء المصريات إلى الحجاب لكن بأشكال مختلفة هذه المرة، ما بين النقاب الأسود الذى لا يكشف عن شىء من جسد المراة سوى عينيها، والخمار الذى يغطى الرأس والكتفين إلى الحجاب "الأسبانى" الذى يتميز بألوانه الزاهية.
وتمضى المجلة قائلة: على الرغم من طول مدة هذا الجدال الخاص بالحجاب، إلا أن المشاعر التى يثيرها لا تزال قوية. ففى يوليو الماضى اكتسب مؤيدو الحجاب دفعة قوية من خلال الإعلان عن أول شهيدة له، مروة الشربينى، السيدة المصرية التى قتلت داخل قاعة محكمة ألمانية على يد رجل كانت تقاضيه لإهانته لها بسبب ارتدائها الحجاب، ووصفه لها بالإرهابية.
لكن هذا الشهر زعم معارضو الحجاب تحقيق انتصار على شيخ الأزهر الذى يعد أعرق جامعة إسلامية ويعود تاريخها إلى ألف عام. فعندما كان يقوم بجولة فى مدارس الفتيات التابعة للأزهر، أجبر فتاة على خلع النقاب، وأصدر قراراً بمنع النقاب فى جميع مدارس الفتيات على أساس أن تغطية الوجه عادة قديمة بعيدة عن الإسلام المعتدل.
لم يكن هذا أول هجوم على النقاب الذى يعتبر رمزاً للسلفية، ففى السنوات الأخيرة حظرت الجامعات والمكاتب الحكومية بشكل متقطع ارتداء النقاب حفاظاً على الأمن. إلا أن سمة الفجائية التى جاء بها قرار شيخ الأزهر هى الغالبة عليه، وحقيقة أن هذا القرار يأتى من صاحب أعلى منصب فى المؤسسة التعليمية الدينية، وقد أثار احتجاج المحافظين والمدافعين عن الحريات المدنية على حد سواء.
والآن هدأت العاصفة، وقال شيخ الأزهر إنه ليس ضد النقاب، إنما يراه غير ضرورى فى المؤسسات التى تعمل بها النساء فقط. وتقول وزارة الأوقاف والشئون الدينية إنها ستطبع 100 ألف نسخة من كتاب "النقاب عادة وليس عبادة" لطمأنة المسلمات بأن كشف أيديهن ووجوههن ليس مخجلاً.