إعدام البطل عمر المختار
عمر المختار
4 جمادى الأولى 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م
الشيخ المجاهد والبطل الثائر والقائد الفذ، أمير الجهاد الليبي ضد الاحتلال الصليبي، عمر بن مختار بن عمر المنفي، المشهور بعمر المختار، الملقب بأسد الصحراء، وُلد البطل في البطنان ببرقة سنة 1275هـ وينتمي إلى قبيلة «مِنفة» التي تتنقل في بادية برقة، تلقى علومه الأولية والدينية في الزوايا السنوسية في صحراء «جغبوب» وانضم كعادة أهل ليبيا إلى الحركة السنوسية [حركة صوفية حركية شديدة الشبه بالدعوى السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله] وقد لمح فيه زعيم الحركة محمد المهدي الإدريسي نبوغًا وتقدمًا فجعله شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج، واصطحبه معه في رحلته إلى السودان وهناك سلّمه مشيخة زاوية «كلك» حتى سنة 1321هـ، حيث رجع إلى برقة مرة أخرى.
كان أول بروز لعمر المختار في ساحة الجهاد سنة 1329هـ عندما احتل الطليان بنغازي، إذ أبدى صنوفًا من الشجاعة والبطولة في جهاد الأعداء ولفت إليه أنظار الناس هناك، وأصبح هو قائد المجاهدين في إقليم برقة بعد انسحاب العثمانيين منها بضغط من أوروبا، كذلك انسحب المتطوعون من مصر وغيرها بضغط من إنجلترا، وقد جعل عمر المختار مدينة «سحات» في الجبل الأخضر مقرًا لقيادته، ومنها حقق عدة انتصارات على الأعداء، مما جعلهم يفكرون في هجوم شامل على الجبل الأخضر ولكنهم هزموا شر هزيمة كما هزموا عند محاولتهم احتلال «فزّان».
حدثت تغييرات سياسية في نظام الحكم في إيطاليا، وجاء الحكم الفاشي بقيادة «موسوليني» الذي عيّن حاكمًا جديدًا على ليبيا هو «بونجيوفاني» ووضع تحت تصرفه جيشًا ضخمًا يقوده جزار إيطاليا «جرازياني» يعاونه اللواء «بادوليو» الذي أحب أن يتفاوض مع القائد عمر المختار ليتعرف على معنوياته وطريقة تفكيره وأجرى مفاوضة معه وسأله: ما هي الشروط التي تضعونها للمصالحة مع حكومة إيطاليا؟ فأجابه عمر المختار: ألا تتدخل إيطاليا في أمور ديننا وأن تخرج من بلادنا، فعرف بادوليو أنه إمام مجاهد كبير لن يرجع أو يجلس على مائدة المفاوضات العقيمة التي لا تحقق نصرًا ولا تحرر أرضًا أبدًا، وإنه جهاد نصر أو استشهاد.
كان محمد إدريس السنوسي قد اضطر لترك ليبيا والالتجاء إلى مصر، فأصبح عمر المختار هو الأسد الوحيد الباقي في الميدان، فظل رافعًا لواء الجهاد ويقوم بحرب عصابات منذ سنة 1342هـ ـ 1350هـ، وقد انقطعت عن ليبيا في هذه الفترة كل المساعدات الخارجية، وأمعن الطليان في وحشيتهم التي تفوق خيال الكاتب والقارئ، حتى أنهم قتلوا من المسلمين في منطقة برقة وطرابلس وحدها 570928 إنسانًا.
حقق الطليان تقدمًا كبيرًا في ليبيا بعد أن ضربوا الحركة السنوسية في عقر دارها «جغبوب» بمساعدة إنجلترا، واستولوا على معظم الأراضي الليبية، ومع ذلك بقي عمر المختار يجاهد ويقاتل على الرغم من سنوات عمره التي جاوزت السبعين، وبينما كان يستطلع مع خمسين من فرسانه قوات العدو في «سلنطة» فوجئ بقوات ضخمة للعدو، ودارت معركة غير متكافئة، استشهد خلالها معظم فرسانه، وسقط هو مثخنًا بالجراح وقد قتل جواده، وأخذ أسيرًا ولم يكونوا قد عرفوه، فلما تعرفوا عليه، نقلوه بسرعة إلى «سوسة» ومنها أركب الطراد «أوسيني» وسجن أربعة أيام، ثم حوكم محاكمة صورية، فوقف أثناءها كالطود العظيم وأجاب بمنتهى الشجاعة، وأخذ على نفسه مسؤولية كل ما حدث من أعمال الجهاد، فقررت المحكمة إعدامه على الرغم من أن عمره يزيد عن الخامسة والسبعين، وأعدم رحمه الله شنقًا يوم 4 جمادى الأولى سنة 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م بمركز «سلوق» في بنغازي وأجبر الأهالي على مشاهدة إعدامه، وقد انتفضت قلوب الناس وثاروا ثورة عارمة، جعلت الكفار يخشون عاقبة ذلك، فدفنوه سرًا، وأخفوا معالم القبر، أعدموه ولكن بقي ذكره وأثره في العالمين، معلمًا من معالم الجهاد والبطولة في الأمة الإسلامية.
لا عزة إلا بالإسلام, لا عزة إلا بالجهاد, رحمك الله يا أسد الصحراء!
عمر المختار
4 جمادى الأولى 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م
الشيخ المجاهد والبطل الثائر والقائد الفذ، أمير الجهاد الليبي ضد الاحتلال الصليبي، عمر بن مختار بن عمر المنفي، المشهور بعمر المختار، الملقب بأسد الصحراء، وُلد البطل في البطنان ببرقة سنة 1275هـ وينتمي إلى قبيلة «مِنفة» التي تتنقل في بادية برقة، تلقى علومه الأولية والدينية في الزوايا السنوسية في صحراء «جغبوب» وانضم كعادة أهل ليبيا إلى الحركة السنوسية [حركة صوفية حركية شديدة الشبه بالدعوى السلفية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله] وقد لمح فيه زعيم الحركة محمد المهدي الإدريسي نبوغًا وتقدمًا فجعله شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج، واصطحبه معه في رحلته إلى السودان وهناك سلّمه مشيخة زاوية «كلك» حتى سنة 1321هـ، حيث رجع إلى برقة مرة أخرى.
كان أول بروز لعمر المختار في ساحة الجهاد سنة 1329هـ عندما احتل الطليان بنغازي، إذ أبدى صنوفًا من الشجاعة والبطولة في جهاد الأعداء ولفت إليه أنظار الناس هناك، وأصبح هو قائد المجاهدين في إقليم برقة بعد انسحاب العثمانيين منها بضغط من أوروبا، كذلك انسحب المتطوعون من مصر وغيرها بضغط من إنجلترا، وقد جعل عمر المختار مدينة «سحات» في الجبل الأخضر مقرًا لقيادته، ومنها حقق عدة انتصارات على الأعداء، مما جعلهم يفكرون في هجوم شامل على الجبل الأخضر ولكنهم هزموا شر هزيمة كما هزموا عند محاولتهم احتلال «فزّان».
حدثت تغييرات سياسية في نظام الحكم في إيطاليا، وجاء الحكم الفاشي بقيادة «موسوليني» الذي عيّن حاكمًا جديدًا على ليبيا هو «بونجيوفاني» ووضع تحت تصرفه جيشًا ضخمًا يقوده جزار إيطاليا «جرازياني» يعاونه اللواء «بادوليو» الذي أحب أن يتفاوض مع القائد عمر المختار ليتعرف على معنوياته وطريقة تفكيره وأجرى مفاوضة معه وسأله: ما هي الشروط التي تضعونها للمصالحة مع حكومة إيطاليا؟ فأجابه عمر المختار: ألا تتدخل إيطاليا في أمور ديننا وأن تخرج من بلادنا، فعرف بادوليو أنه إمام مجاهد كبير لن يرجع أو يجلس على مائدة المفاوضات العقيمة التي لا تحقق نصرًا ولا تحرر أرضًا أبدًا، وإنه جهاد نصر أو استشهاد.
كان محمد إدريس السنوسي قد اضطر لترك ليبيا والالتجاء إلى مصر، فأصبح عمر المختار هو الأسد الوحيد الباقي في الميدان، فظل رافعًا لواء الجهاد ويقوم بحرب عصابات منذ سنة 1342هـ ـ 1350هـ، وقد انقطعت عن ليبيا في هذه الفترة كل المساعدات الخارجية، وأمعن الطليان في وحشيتهم التي تفوق خيال الكاتب والقارئ، حتى أنهم قتلوا من المسلمين في منطقة برقة وطرابلس وحدها 570928 إنسانًا.
حقق الطليان تقدمًا كبيرًا في ليبيا بعد أن ضربوا الحركة السنوسية في عقر دارها «جغبوب» بمساعدة إنجلترا، واستولوا على معظم الأراضي الليبية، ومع ذلك بقي عمر المختار يجاهد ويقاتل على الرغم من سنوات عمره التي جاوزت السبعين، وبينما كان يستطلع مع خمسين من فرسانه قوات العدو في «سلنطة» فوجئ بقوات ضخمة للعدو، ودارت معركة غير متكافئة، استشهد خلالها معظم فرسانه، وسقط هو مثخنًا بالجراح وقد قتل جواده، وأخذ أسيرًا ولم يكونوا قد عرفوه، فلما تعرفوا عليه، نقلوه بسرعة إلى «سوسة» ومنها أركب الطراد «أوسيني» وسجن أربعة أيام، ثم حوكم محاكمة صورية، فوقف أثناءها كالطود العظيم وأجاب بمنتهى الشجاعة، وأخذ على نفسه مسؤولية كل ما حدث من أعمال الجهاد، فقررت المحكمة إعدامه على الرغم من أن عمره يزيد عن الخامسة والسبعين، وأعدم رحمه الله شنقًا يوم 4 جمادى الأولى سنة 1350هـ ـ 16 سبتمبر 1931م بمركز «سلوق» في بنغازي وأجبر الأهالي على مشاهدة إعدامه، وقد انتفضت قلوب الناس وثاروا ثورة عارمة، جعلت الكفار يخشون عاقبة ذلك، فدفنوه سرًا، وأخفوا معالم القبر، أعدموه ولكن بقي ذكره وأثره في العالمين، معلمًا من معالم الجهاد والبطولة في الأمة الإسلامية.
لا عزة إلا بالإسلام, لا عزة إلا بالجهاد, رحمك الله يا أسد الصحراء!