كانت حبات الرمال تنساب في ود وألفة بين أصابع يد جمعتها وأخذت تداعبها ،
لم تكن تدري أن نفس اليد سوف تقذف بها في السعير .
كانت حبيباتها تتدحرج في كل اتجاه
بحثا عن منفذ للهروب من هذا الجحيم بلا جدوى،
واستسلمت في النهاية لألسنة النيران القاسية ،
ألهبتها كأصوات عذاب وذاب
ألمها معها .
إلا أنها غفرت كل شيء عندما وجدت نفسها زجاج براق شفاف وجذاب .
قارورة يناسب داخلها الماء البارد ويلاطف جدرانها ، حتى كسروها .
والزجاج المكسور لابد أن يكون حادا ،
إلا أن حديتها لم تنفعها كثيرا ،
فما عادت تحمل الماء كسابق عهدها فكان مصيرها
أن تلقي علي الطرقات فازدادت تحطما
وتهشما حتى انسحقت
فعادت من جديد حبيبات صغيرة
ناعمة لكنها جارحه
تدمي كل يد تحاول أن تعبث بها