من الطين خلق الإنسان ...
سيطرت علية هذه الفكرة عندما رسم نفسه داخل إطار يتوسط صفحة طينية كبيرة وضع فيها الجميع .
رمي ها هنا بذرة ووضع هناك ملمح ، غرس شجرة ،قلم نخلة ،شق جدول ،نشر اللون الأخضر حوله.
تفتحت الأزهار ونشرت عطرها الساحر، ترنمت الطيور بأعذب الألحان ، تنامي عطاء الأرض من حوله ؛ عطاء الطين ..الذي صنعه ، الذي خلق هو منه ، أضحت صفحته جنة هو صانعها ؛ ليست كجنة طرد منها .
استمد سعادته ممن حوله في جنته الوهمية – الحقيقية – عشق صورته المعطاءة الملائكية ،
ازدادت الصفحة من حوله ازدهاراً ،وكسي جنته اخضراراً،نبتت الأحلام ورويت بالطموح وانتشر عبير النجاح .
من صورته أطلت عينين آدمية ، أشاحت نظرها عن مركز الصفحة – الجنة – وخفت شيئا فشيئا بريق الفخر فيها كلما طال انتظار الثمار .
عندها ظهرت في ثوبها الجريء بملامحها البارزة ، اعتصرت كتفيه هزته بعنف وأشارت نحو المنتصف ؛
حيث رسم نفسه داخل إطار يتوسط الصفحة الطينية؛ وجد إطاره خاويا ، وهو مازال في المنتصف طينة جافة قاحلة ، تسترق الظل مما حولها.
ظهرت الحقيقة في ثوبها الجريء بملامحها البارزة ، لتعكس عينيها صورته البشرية .
غرس الأرض.. كل الأرض ، لأنه أراد كل الثمر .
وترك نفسه طين صلب في إطار خالي.
حينها أدرك أن من الطين خلق الإنسان .... وليس كل طين إنسان .
وبين أعين الحقيقة ... تنهار كل أكذوبة حاول يوما أن يحياها .
وعند الحقيقه قد لا نجرأ علي المواجهه , لعل الصدمه كانت أكبر داخل نفسنا
وقد نكتفي فقط بأن نمسك أقلامنا , ونرسم بعض ما بكت عليه قلوبنا