بسم الله الرحمن الرحيم
بالرغم من أهمية تنظيم الوقت في حياتنا اليومية، فإن أنظمتنا التعليمية مع الأسف لم تخطط بعد لتدريب الطلاب منذ الصغر على تنظيم أوقاتهم واستغلالها، مما يدفع الكثير منهم للشكوى من ضيق الوقت وعدم القدرة على التنسيق بين وظائفهم الدراسية وغيرها من متطلبات الحياة. وقبل أن نتعرض لموضوع تنظيم الوقت، نرى أنه من المهم أولا التأكيد على أن هذا الأمر يعود إلى الشخص نفسه، فمن الخطأ إذن أن يطلب أحدنا من المرشد النفسي برنامجا دراسيا يعتمد عليه في تنظيم وقته، فلكل منا برنامجه الخاص الذي يتوافق مع ظروفه كالوضع الاجتماعي والقدرات العقلية وغير ذلك.
على كل منا إذن أن يعتمد على نفسه في رسم جدول ساعات يومه وليلته دون طلب المساعدة من أحد، وألا يبحث عن برنامج لشخص آخر ثم يقوم بتطبيقه لما في ذلك من خطورة. أما دورنا فيقتصر على شرح بعض المبادئ في تحديد جدول ساعات اليوم، وسنترك للطالب إكمال المهمة.
من المعروف أولا أن هناك مهمات مشتركة بين كل الناس، كالنوم والطعام والراحة، ولكن هناك أموراً أخرى تعتمد على ظروف كل طالب على حده. التقسيم التالي يعطي شرحا مبسطا وأوليا لتقسيم ساعات اليوم:
النوم 8 ساعات، الدوام المدرسي ه ساعات، تناول الطعام ساعتين، دراسة وواجبات منزلية 4 ساعات، ترفيه ساعتين، حاجات عائلية 3 ساعات، والمجموع 24 ساعة.
يمكن القول مبدئيا بأن هذا النظام مفيد للكثيرين، بشرط الالتزام به وعدم الإخلال لأي سبب، إلا إن كان طارئا خارجا عن الإرادة.
إن شعرت بأن هذا التقسيم غير مناسب لك، كأن تكون ساعات الدراسة غير كافية، فبإمكانك تقليل ساعات الترفيه، أو حاول أن تجعل من هذه الأخيرة بحد ذاتها نشاطا رافدا للدراسة، كأن تقوّي مهاراتك باللعب الهادف، أو بالخروج للقاء زملاء الدراسة الذين قد يتناقشون في مواضيع مهمة.
يمكنك أيضا تقليص عدد ساعات النوم، فبعض الأجساد لا تحتاج إلى الكثير منها لتجديد النشاط، وعليك تجريب ذلك بنفسك للتأكد من الحد الأدنى لتحقيق حاجتك اليومية من النوم. ويحكى أن العالم الفيزيائي (أوتو شميدث) اكتشف أن وقته لا يكفي لتحقيق طموحه العلمي، فقام بتقليص عدد ساعات نومه إلى خمس أو ست ساعات كل يوم، وربح بذلك 14 ساعة تقريبا في الأسبوع، وحقق بها الكثير من الإنجازات!
تذكر أيضا أن النوم مفيد جدا لتثبيت المعلومات في الذاكرة، خصوصا إذا واصلت الدراسة حتى النعاس، ثم استسلمت لنوم هادئ بين 3-5 ساعات متواصلة، فهذا مهم جدا، ولكن إطالة النوم لأكثر من 5 ساعات غير مفيد غالبا، بل يفضل أن تنام على فترتين في هذه الحالة، وصلاة الفجر علاج جيد لهذه المشكلة.
احرص على أن يكون جدولك مكتوبا، وأن تعلقه في مكان بارز، وإن لاحظت عدم الالتزام به فهذا لا يعني أنك فاشل أو مستهتر بالضرورة، بل عليك أن تعيد النظر في جدولك باستمرار، وكلما شعرت بالملل والتراتبية (الروتين) فلا تتردد في إعداد جدول جديد أكثر جاذبية.
تذكر أخيرا أن تنظيم الوقت هو الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك، وأن جميع العظماء قد بدؤوا قصص نجاحهم بشغل أوقاتهم بالهوايات والمهارات التي حققوا بها أعظم الإنجازات، وقد كان أديسون يأكل وينام في معمله الصغير المجاور لمنزله، ثم يصرح للصحفيين بأن تجاربه وأعماله ليست في نظره إلا لهواً! فكونك مستمتعا بدراستك وعملك، أهم بكثير من أي شيء آخر.
أحمد دعدوش
سوريا
باحث تربوي
بالرغم من أهمية تنظيم الوقت في حياتنا اليومية، فإن أنظمتنا التعليمية مع الأسف لم تخطط بعد لتدريب الطلاب منذ الصغر على تنظيم أوقاتهم واستغلالها، مما يدفع الكثير منهم للشكوى من ضيق الوقت وعدم القدرة على التنسيق بين وظائفهم الدراسية وغيرها من متطلبات الحياة. وقبل أن نتعرض لموضوع تنظيم الوقت، نرى أنه من المهم أولا التأكيد على أن هذا الأمر يعود إلى الشخص نفسه، فمن الخطأ إذن أن يطلب أحدنا من المرشد النفسي برنامجا دراسيا يعتمد عليه في تنظيم وقته، فلكل منا برنامجه الخاص الذي يتوافق مع ظروفه كالوضع الاجتماعي والقدرات العقلية وغير ذلك.
على كل منا إذن أن يعتمد على نفسه في رسم جدول ساعات يومه وليلته دون طلب المساعدة من أحد، وألا يبحث عن برنامج لشخص آخر ثم يقوم بتطبيقه لما في ذلك من خطورة. أما دورنا فيقتصر على شرح بعض المبادئ في تحديد جدول ساعات اليوم، وسنترك للطالب إكمال المهمة.
من المعروف أولا أن هناك مهمات مشتركة بين كل الناس، كالنوم والطعام والراحة، ولكن هناك أموراً أخرى تعتمد على ظروف كل طالب على حده. التقسيم التالي يعطي شرحا مبسطا وأوليا لتقسيم ساعات اليوم:
النوم 8 ساعات، الدوام المدرسي ه ساعات، تناول الطعام ساعتين، دراسة وواجبات منزلية 4 ساعات، ترفيه ساعتين، حاجات عائلية 3 ساعات، والمجموع 24 ساعة.
يمكن القول مبدئيا بأن هذا النظام مفيد للكثيرين، بشرط الالتزام به وعدم الإخلال لأي سبب، إلا إن كان طارئا خارجا عن الإرادة.
إن شعرت بأن هذا التقسيم غير مناسب لك، كأن تكون ساعات الدراسة غير كافية، فبإمكانك تقليل ساعات الترفيه، أو حاول أن تجعل من هذه الأخيرة بحد ذاتها نشاطا رافدا للدراسة، كأن تقوّي مهاراتك باللعب الهادف، أو بالخروج للقاء زملاء الدراسة الذين قد يتناقشون في مواضيع مهمة.
يمكنك أيضا تقليص عدد ساعات النوم، فبعض الأجساد لا تحتاج إلى الكثير منها لتجديد النشاط، وعليك تجريب ذلك بنفسك للتأكد من الحد الأدنى لتحقيق حاجتك اليومية من النوم. ويحكى أن العالم الفيزيائي (أوتو شميدث) اكتشف أن وقته لا يكفي لتحقيق طموحه العلمي، فقام بتقليص عدد ساعات نومه إلى خمس أو ست ساعات كل يوم، وربح بذلك 14 ساعة تقريبا في الأسبوع، وحقق بها الكثير من الإنجازات!
تذكر أيضا أن النوم مفيد جدا لتثبيت المعلومات في الذاكرة، خصوصا إذا واصلت الدراسة حتى النعاس، ثم استسلمت لنوم هادئ بين 3-5 ساعات متواصلة، فهذا مهم جدا، ولكن إطالة النوم لأكثر من 5 ساعات غير مفيد غالبا، بل يفضل أن تنام على فترتين في هذه الحالة، وصلاة الفجر علاج جيد لهذه المشكلة.
احرص على أن يكون جدولك مكتوبا، وأن تعلقه في مكان بارز، وإن لاحظت عدم الالتزام به فهذا لا يعني أنك فاشل أو مستهتر بالضرورة، بل عليك أن تعيد النظر في جدولك باستمرار، وكلما شعرت بالملل والتراتبية (الروتين) فلا تتردد في إعداد جدول جديد أكثر جاذبية.
تذكر أخيرا أن تنظيم الوقت هو الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك، وأن جميع العظماء قد بدؤوا قصص نجاحهم بشغل أوقاتهم بالهوايات والمهارات التي حققوا بها أعظم الإنجازات، وقد كان أديسون يأكل وينام في معمله الصغير المجاور لمنزله، ثم يصرح للصحفيين بأن تجاربه وأعماله ليست في نظره إلا لهواً! فكونك مستمتعا بدراستك وعملك، أهم بكثير من أي شيء آخر.
أحمد دعدوش
سوريا
باحث تربوي