منحني الخطر في خوض الفتاوي!
يبدو أن فوضي إصدار الفتاوي التي أصبحت
ظاهرة في الفترة الماضية ستبقي معنا لسنوات وسنوات مقبلة, ولن يأفل
نجمها قريبا, والملاحظ أيضا أن منحني الخطر الناجم عن هذه الفتاوي
المثيرة للجدل أخذ في التصاعد بدرجة لافتة.
فمن فتوي إباحة التدخين للصائم في نهار رمضان إلي فتوي تحليل القبل لغير المتزوجين,
وجواز إرضاع المرأة لزميلها في العمل, وصولا إلي فتوي قتل أصحاب القنوات
الفضائية التي اعتبرها البعض تشجيعا علي الإرهاب, يبدو الأمر وكأن وضع
الفتوي في العالم الإسلامي قد بات حبله علي الغارب.
وقد ثار جدل كبير في الأيام الماضية حول فتوي الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء
السعودي بجواز قتل ملاك القنوات الفضائية التي تبث برامج مفسدة للأخلاق,
والتي كان قد أطلقها قبل نحو أربعة أشهر ردا علي عرض الكثير من القنوات
الفضائية مسلسلات مدبلجة عن اللغة التركية, أثارت انتقادات رجال دين آخرين.
وبغض النظر عما إذا كان الشيخ اللحيدان قد تراجع تماما عن
فتواه, أو أنه شرح ملابسات إطلاقه إياها, فإن الحصيلة النهائية لذلك
هي مزيد من الانفلات في عملية تنظيم الفتوي في العالم الإسلامي بشكل يدعو
إلي التساؤل عما إذا كنا في حاجة إلي فتوي لوقف فوضي الفتاوي التي لم تعد
مقصورة علي بلد بعينه, ولم تعد تأثيراتها تقتصر علي البلد الذي تصدر فيه.
ويبقي أن السؤال الأكثر إلحاحا هو:
ما هي المرجعية العليا التي يمكن الاحتكام إليها في هذا الشأن
والتي يمكنها إصدار مثل هذه الفتوي الجامعة المانعة.
علي كل حال, فقد وجدت هذه الفتوي من يرد
عليها في موطنها, حيث اعتبر الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار بوزارة
العدل السعودية أنها تدعم الإرهاب والفئة الضالة, ومن المتوقع أن يستمر
تفاعل تداعيات هذه الفتوي, خاصة في السعودية, حيث تعود ملكية عدد كبير
من أبرز القنوات الفضائية العربية لرجال أعمال سعوديين, وفي ظل عدم
تراجع اللحيدان عن فتواه بوضوح.
المصدر : الأهرام
يبدو أن فوضي إصدار الفتاوي التي أصبحت
ظاهرة في الفترة الماضية ستبقي معنا لسنوات وسنوات مقبلة, ولن يأفل
نجمها قريبا, والملاحظ أيضا أن منحني الخطر الناجم عن هذه الفتاوي
المثيرة للجدل أخذ في التصاعد بدرجة لافتة.
فمن فتوي إباحة التدخين للصائم في نهار رمضان إلي فتوي تحليل القبل لغير المتزوجين,
وجواز إرضاع المرأة لزميلها في العمل, وصولا إلي فتوي قتل أصحاب القنوات
الفضائية التي اعتبرها البعض تشجيعا علي الإرهاب, يبدو الأمر وكأن وضع
الفتوي في العالم الإسلامي قد بات حبله علي الغارب.
وقد ثار جدل كبير في الأيام الماضية حول فتوي الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء
السعودي بجواز قتل ملاك القنوات الفضائية التي تبث برامج مفسدة للأخلاق,
والتي كان قد أطلقها قبل نحو أربعة أشهر ردا علي عرض الكثير من القنوات
الفضائية مسلسلات مدبلجة عن اللغة التركية, أثارت انتقادات رجال دين آخرين.
وبغض النظر عما إذا كان الشيخ اللحيدان قد تراجع تماما عن
فتواه, أو أنه شرح ملابسات إطلاقه إياها, فإن الحصيلة النهائية لذلك
هي مزيد من الانفلات في عملية تنظيم الفتوي في العالم الإسلامي بشكل يدعو
إلي التساؤل عما إذا كنا في حاجة إلي فتوي لوقف فوضي الفتاوي التي لم تعد
مقصورة علي بلد بعينه, ولم تعد تأثيراتها تقتصر علي البلد الذي تصدر فيه.
ويبقي أن السؤال الأكثر إلحاحا هو:
ما هي المرجعية العليا التي يمكن الاحتكام إليها في هذا الشأن
والتي يمكنها إصدار مثل هذه الفتوي الجامعة المانعة.
علي كل حال, فقد وجدت هذه الفتوي من يرد
عليها في موطنها, حيث اعتبر الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار بوزارة
العدل السعودية أنها تدعم الإرهاب والفئة الضالة, ومن المتوقع أن يستمر
تفاعل تداعيات هذه الفتوي, خاصة في السعودية, حيث تعود ملكية عدد كبير
من أبرز القنوات الفضائية العربية لرجال أعمال سعوديين, وفي ظل عدم
تراجع اللحيدان عن فتواه بوضوح.
المصدر : الأهرام