البيوت تشهر إفلاسها في رمضان.. والجيوب الخاوية تبحث عن حل لــ
«لوازم المدارس»
لوازم المدارس أزمة في بيوت المصريين
أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد، ليضيف عبئا جديدًا إلي ميزانيات الأسر
المصرية يضاف إلي عبء توفير احتياجات رمضان، وبات السؤال الذي يناقشه
الناس: «كيف سنوفر المصروفات والملابس والحقائب والأحذية المدرسية؟»،
فما أن تسير في شارع أو تستقل أي وسيلة مواصلات حتي تستمع إلي أحاديث عن
الأزمة، علامات القلق ارتسمت علي وجوه الجميع، جفون الآباء لا تغمض، لعلهم
يجدون الإجابة قبل فوات الأوان، الحيرة لم تعد تقتصر علي الفقراء، بل طالت
الجميع، فالكل يحاول جاهدا أن يغطي ما يطلبه الأبناء: الطبيب والمهندس
والموظف والعامل، الجميع في «الهم شرق»، ولسان حالهم: «لماذا رفضت الحكومة
تأجيل الدراسة؟».
أحوال بعض الأسر المصرية قبل العام الدراسي الجديد، وعن طريق بعض أساتذة
التدبير المنزلي حاولنا في السطور التالية وضع «روشتة» يمكن لأولياء
الأمور استخدامها لمواجهة تلك الأزمة:
ساعات طويلة يقضيها «عم أحمد» منشغلاً بالتفكير في كيفية تدبير مصروفات
أولاده الأربعة.. العام الدراسي علي الأبواب، ولم يتمكن بعد من الإجابة عن
سؤال دأبت زوجته علي طرحه كل يوم: هانفطر عيالنا بقية رمضان منين؟ يهرب من
أرق التفكير طوال الليل إلي كشكه الصغير حتي قبل أن تشرق الشمس، عله
يستطيع تدبير ولو جزء يسير من نفقات بيته، يقضي ساعات النهار في انتظار ما
يجود به القدر ويعود بعد غروب الشمس بجنيهات قليلة، وأمل في أن يكون رزق
غد أوفر من اليوم، وبعد الإفطار يقوم مسرعا ليعود إلي الكشك من جديد، لا
يداعب النوم عيني عم أحمد منذ اقترب بدء العام الدراسي، كلما غفل قليلا
قام علي صرخة ابنه الأصغر مداعبا إياه: «الشنطة فين يا بابا؟».
لا تجد فاطمة أحمد- ربة منزل - مفرًا من أن تشترك في «جمعية»، طلبت من
المسؤول عنها أن تقبضها مع بدء السنة الدراسية حتي تستطيع شراء مستلزمات
أبنائها الثلاثة. فاطمة تجد صعوبة كبيرة في تدبير الاشتراك الشهري
للجمعية، خاصة أن زوجها يعمل «أرزقي» و«اللي جاي علي أد اللي رايح» - علي
حد قولها.
أما صباح زكي، بائعة ملابس، فاعتادت أن تبتاع لأطفالها الثلاثة قماشًا من
سوق الأحد لتفصيله، حتي تتمكن من توفير بعض النقود للمستلزمات المدرسية
الأخري، أما زوجها فيعمل موظفًا حكوميا، وغالبًا ما يطلب «سلفية» مع بدء
العام الدراسي، حتي يستطيع تلبية احتياجات أبنائه.
ويبدو أن نظام «السلفيات» هو الأسلوب الذي يتبعه معظم موظفي الحكومة في
تلك المواقف، فكما تقول عزة محمد، موظفة في حي غرب القاهرة: يقدم معظم
الموظفين لدينا طلبات ويملأون فيها بيانات عن ظروفهم الاجتماعية، حتي
يتمكنوا من الحصول علي السلفية، التي يصل حدها الأقصي إلي 300 جنيه، ولكن
هذا المبلغ لا يكفي متطلباتهم في معظم الأحيان، لذا يضطرون إلي الاستدانة
من بعضهم بعضًا.
كونه طبيبا لم يمنعه من التفكير في كيفية تدبير نفقات العام الدراسي
الجديد، محمد عبدالهادي، يعمل في أحد المستشفيات الحكومية، يصل دخله إلي
800 جنيه شهريا، وهو أب لثلاثة أبناء يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة، فهو
يري أن المدارس الحكومية لا تهتم بالطفل بالشكل الكافي، وعلي الرغم من أن
جيرانه يرون أن عمله كطبيب سينأي به عن القلق الذي يعيشونه كل يوم، فإنه
كلما نزع عنه رداء الطبيب بعد الانتهاء من عمله، يعود لارتداء رداء أب
أثقلته نفقات المعيشة، وأنهكه التفكير في كيفية المرور من مأزق «ماراثون
العام الدراسي الجديد».
أساتذة الاقتصاد المنزلي يرون أن سبب الأزمة، التي تشعر بها الأسر المصرية
مع بداية العام الدراسي الجديد، هو عدم وجود ميزانية تحدد لهم الإنفاق علي
احتياجاتها، مشيرين إلي أن أولياء الأمور يمكنهم المرور من تلك الأزمة عن
طريق تقليل مصروفاتهم والاستغناء عن الكماليات، وعن طريق بعض النصائح حاول
بعضهم وضع «روشتة» لأولياء الأمور لمواجهة الموقف.
الدكتورة وفاء شلبي، وكيل كلية الاقتصاد المنزلي للدراسات العليا والبحوث
بجامعة حلوان، تري أن السبب في الأزمة التي يشعر بها معظم الأسر المصرية
عند بدء العام الدراسي الجديد هو أن معظم أولياء الأمور لا يحدد ميزانية
سنوية للنفقات، وتقول: يمكن لكل أسرة لها دخل شهري ثابت أن تحدد ميزانية
تقسمها إلي بنود ثابتة تشمل: إيجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء
والتليفون،
هذا بالإضافة إلي البنود المتغيرة مثل الطعام والملابس وغيرها، ولكن
المشكلة أننا اعتدنا أن ننتظر إلي اللحظة الأخيرة حتي نبدأ في إيجاد
الحلول. تضيف وفاء: تستطيع الأسر التي لم تضع ميزانيات مسبقة لمصروفات
المدارس أن تبدأ في تقليل الإنفاق والاستغناء عن الكماليات تماما، فعلي
سبيل المثال يمكن أن يستغني أولياء الأمور عن شراء كروت شحن للموبايلات
هذا الشهر، كما يمكن الاستغناء عن الاشتراك في الإنترنت أيضا. وتستدرك
وفاء قائلة: من الممكن أن نستغني عن شراء الفاكهة ونستبدل بها السلطة
لتوفير بعض النقود.
أما عن الملابس المدرسية فتقول وفاء: علي الأمهات أن يقمن بجرد لدولاب
ملابس أولادهم، خاصة الأسر التي لن تستطيع شراء ملابس مدرسية جديدة
لأطفالها، بحيث تستطيع الأم التي لديها أكثر من طفل أن تعطي للطفل الأصغر
ملابس أخيه الأكبر بعد تعديلها قليلا.
وتصف الدكتورة مها فتح الله، مدرس مساعد بقسم الاقتصاد المنزلي بجامعة
حلوان، كيفية تعديل الملابس القديمة قائلة: يمكن إن تقوم الأم بتركيب
أزرار جديدة لقميص الطفل بعد غسله وكيه جيدا حتي يبدو جديدًا، أما
البنطلونات فيمكنها أن تفك الثنيات حتي يبدو أطول قليلا خاصة أن الأطفال
يزدادون طولا من عام الي آخر.
وتضع «مها» طريقة لتجديد الحقيبة المدرسية قائلة: يحب معظم الأطفال أن
يشعروا بالتغيير، خاصة في الحقائب المدرسية لذا يمكن استخدام البنطلونات
القديمة في صنع حقيبة مدرسية جديدة، عن طريق إعطاء البنطلون لخياط وبعد أن
يصنع الحقيبة تطلب منه الأم أن يضيف عليها بعض الإكسسوارات مثل الخرز أو
الملصقات الكارتونية التي تجذب الأطفال.
الدكتورة سماح محمد سامي، المدرس بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية
الاقتصاد المنزلي، تري ضرورة إشراك الأسرة الطفل في كل الأحداث التي يمرون
بها، فقد تعرض عليه الأسرة بعض البدائل للمساهمة في تخفيف الأعباء المادية
عليهم، ومنها أن يأخذ الطفل ساندويتشاته من الطعام المتوافر بالمنزل حتي
يستطيع أن يوفر مصروفه المدرسي لشراء أشياء أخري أكثر أهمية يحتاجها، أو
أن يقتصد جزءًا من مصروفه لشراء الأقلام و«الممحاة» و«ألوان الرسم»
وغيرها، وبالتالي يشعر الطفل بأنه عضو أساسي في الأسرة،
وأن عليه أن يتحمل المسؤولية .
«لوازم المدارس»
لوازم المدارس أزمة في بيوت المصريين
أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد، ليضيف عبئا جديدًا إلي ميزانيات الأسر
المصرية يضاف إلي عبء توفير احتياجات رمضان، وبات السؤال الذي يناقشه
الناس: «كيف سنوفر المصروفات والملابس والحقائب والأحذية المدرسية؟»،
فما أن تسير في شارع أو تستقل أي وسيلة مواصلات حتي تستمع إلي أحاديث عن
الأزمة، علامات القلق ارتسمت علي وجوه الجميع، جفون الآباء لا تغمض، لعلهم
يجدون الإجابة قبل فوات الأوان، الحيرة لم تعد تقتصر علي الفقراء، بل طالت
الجميع، فالكل يحاول جاهدا أن يغطي ما يطلبه الأبناء: الطبيب والمهندس
والموظف والعامل، الجميع في «الهم شرق»، ولسان حالهم: «لماذا رفضت الحكومة
تأجيل الدراسة؟».
أحوال بعض الأسر المصرية قبل العام الدراسي الجديد، وعن طريق بعض أساتذة
التدبير المنزلي حاولنا في السطور التالية وضع «روشتة» يمكن لأولياء
الأمور استخدامها لمواجهة تلك الأزمة:
ساعات طويلة يقضيها «عم أحمد» منشغلاً بالتفكير في كيفية تدبير مصروفات
أولاده الأربعة.. العام الدراسي علي الأبواب، ولم يتمكن بعد من الإجابة عن
سؤال دأبت زوجته علي طرحه كل يوم: هانفطر عيالنا بقية رمضان منين؟ يهرب من
أرق التفكير طوال الليل إلي كشكه الصغير حتي قبل أن تشرق الشمس، عله
يستطيع تدبير ولو جزء يسير من نفقات بيته، يقضي ساعات النهار في انتظار ما
يجود به القدر ويعود بعد غروب الشمس بجنيهات قليلة، وأمل في أن يكون رزق
غد أوفر من اليوم، وبعد الإفطار يقوم مسرعا ليعود إلي الكشك من جديد، لا
يداعب النوم عيني عم أحمد منذ اقترب بدء العام الدراسي، كلما غفل قليلا
قام علي صرخة ابنه الأصغر مداعبا إياه: «الشنطة فين يا بابا؟».
لا تجد فاطمة أحمد- ربة منزل - مفرًا من أن تشترك في «جمعية»، طلبت من
المسؤول عنها أن تقبضها مع بدء السنة الدراسية حتي تستطيع شراء مستلزمات
أبنائها الثلاثة. فاطمة تجد صعوبة كبيرة في تدبير الاشتراك الشهري
للجمعية، خاصة أن زوجها يعمل «أرزقي» و«اللي جاي علي أد اللي رايح» - علي
حد قولها.
أما صباح زكي، بائعة ملابس، فاعتادت أن تبتاع لأطفالها الثلاثة قماشًا من
سوق الأحد لتفصيله، حتي تتمكن من توفير بعض النقود للمستلزمات المدرسية
الأخري، أما زوجها فيعمل موظفًا حكوميا، وغالبًا ما يطلب «سلفية» مع بدء
العام الدراسي، حتي يستطيع تلبية احتياجات أبنائه.
ويبدو أن نظام «السلفيات» هو الأسلوب الذي يتبعه معظم موظفي الحكومة في
تلك المواقف، فكما تقول عزة محمد، موظفة في حي غرب القاهرة: يقدم معظم
الموظفين لدينا طلبات ويملأون فيها بيانات عن ظروفهم الاجتماعية، حتي
يتمكنوا من الحصول علي السلفية، التي يصل حدها الأقصي إلي 300 جنيه، ولكن
هذا المبلغ لا يكفي متطلباتهم في معظم الأحيان، لذا يضطرون إلي الاستدانة
من بعضهم بعضًا.
كونه طبيبا لم يمنعه من التفكير في كيفية تدبير نفقات العام الدراسي
الجديد، محمد عبدالهادي، يعمل في أحد المستشفيات الحكومية، يصل دخله إلي
800 جنيه شهريا، وهو أب لثلاثة أبناء يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة، فهو
يري أن المدارس الحكومية لا تهتم بالطفل بالشكل الكافي، وعلي الرغم من أن
جيرانه يرون أن عمله كطبيب سينأي به عن القلق الذي يعيشونه كل يوم، فإنه
كلما نزع عنه رداء الطبيب بعد الانتهاء من عمله، يعود لارتداء رداء أب
أثقلته نفقات المعيشة، وأنهكه التفكير في كيفية المرور من مأزق «ماراثون
العام الدراسي الجديد».
أساتذة الاقتصاد المنزلي يرون أن سبب الأزمة، التي تشعر بها الأسر المصرية
مع بداية العام الدراسي الجديد، هو عدم وجود ميزانية تحدد لهم الإنفاق علي
احتياجاتها، مشيرين إلي أن أولياء الأمور يمكنهم المرور من تلك الأزمة عن
طريق تقليل مصروفاتهم والاستغناء عن الكماليات، وعن طريق بعض النصائح حاول
بعضهم وضع «روشتة» لأولياء الأمور لمواجهة الموقف.
الدكتورة وفاء شلبي، وكيل كلية الاقتصاد المنزلي للدراسات العليا والبحوث
بجامعة حلوان، تري أن السبب في الأزمة التي يشعر بها معظم الأسر المصرية
عند بدء العام الدراسي الجديد هو أن معظم أولياء الأمور لا يحدد ميزانية
سنوية للنفقات، وتقول: يمكن لكل أسرة لها دخل شهري ثابت أن تحدد ميزانية
تقسمها إلي بنود ثابتة تشمل: إيجار المنزل وفواتير الماء والكهرباء
والتليفون،
هذا بالإضافة إلي البنود المتغيرة مثل الطعام والملابس وغيرها، ولكن
المشكلة أننا اعتدنا أن ننتظر إلي اللحظة الأخيرة حتي نبدأ في إيجاد
الحلول. تضيف وفاء: تستطيع الأسر التي لم تضع ميزانيات مسبقة لمصروفات
المدارس أن تبدأ في تقليل الإنفاق والاستغناء عن الكماليات تماما، فعلي
سبيل المثال يمكن أن يستغني أولياء الأمور عن شراء كروت شحن للموبايلات
هذا الشهر، كما يمكن الاستغناء عن الاشتراك في الإنترنت أيضا. وتستدرك
وفاء قائلة: من الممكن أن نستغني عن شراء الفاكهة ونستبدل بها السلطة
لتوفير بعض النقود.
أما عن الملابس المدرسية فتقول وفاء: علي الأمهات أن يقمن بجرد لدولاب
ملابس أولادهم، خاصة الأسر التي لن تستطيع شراء ملابس مدرسية جديدة
لأطفالها، بحيث تستطيع الأم التي لديها أكثر من طفل أن تعطي للطفل الأصغر
ملابس أخيه الأكبر بعد تعديلها قليلا.
وتصف الدكتورة مها فتح الله، مدرس مساعد بقسم الاقتصاد المنزلي بجامعة
حلوان، كيفية تعديل الملابس القديمة قائلة: يمكن إن تقوم الأم بتركيب
أزرار جديدة لقميص الطفل بعد غسله وكيه جيدا حتي يبدو جديدًا، أما
البنطلونات فيمكنها أن تفك الثنيات حتي يبدو أطول قليلا خاصة أن الأطفال
يزدادون طولا من عام الي آخر.
وتضع «مها» طريقة لتجديد الحقيبة المدرسية قائلة: يحب معظم الأطفال أن
يشعروا بالتغيير، خاصة في الحقائب المدرسية لذا يمكن استخدام البنطلونات
القديمة في صنع حقيبة مدرسية جديدة، عن طريق إعطاء البنطلون لخياط وبعد أن
يصنع الحقيبة تطلب منه الأم أن يضيف عليها بعض الإكسسوارات مثل الخرز أو
الملصقات الكارتونية التي تجذب الأطفال.
الدكتورة سماح محمد سامي، المدرس بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية
الاقتصاد المنزلي، تري ضرورة إشراك الأسرة الطفل في كل الأحداث التي يمرون
بها، فقد تعرض عليه الأسرة بعض البدائل للمساهمة في تخفيف الأعباء المادية
عليهم، ومنها أن يأخذ الطفل ساندويتشاته من الطعام المتوافر بالمنزل حتي
يستطيع أن يوفر مصروفه المدرسي لشراء أشياء أخري أكثر أهمية يحتاجها، أو
أن يقتصد جزءًا من مصروفه لشراء الأقلام و«الممحاة» و«ألوان الرسم»
وغيرها، وبالتالي يشعر الطفل بأنه عضو أساسي في الأسرة،
وأن عليه أن يتحمل المسؤولية .