الصوم أحد أركان الإسلام العظام المعلوم من الدين بالضرورة دل عليه الكتاب والسنة والإجماع،
وتواترت في فضله الأخيار،
ولا شك أن هذه العبادة الجليلة مشتملة على جملة من
الشرائط والأركان والواجبات والمستحبات التي أمر الله بها، كما أن للصوم
مفسدات ومحرمات ومكروهات نهى الله عزّ وجلّ عنها. وللصوم فوائد مختلفة
وحقائق قلبية متعددة؛ لذا يجب على المسلم معرفة هذه الأمور ليعبد ربه- عزّ
وجلّ- على بصيرة، ولتكون العبادة مقبولة يثاب عليها الصائم بعظيم الثواب.
وإليك إخوتى فى الله شيئاً من ذلك:
من فضائل شهر رمضان
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكُمُ الصِّيام كما كُتب على الذَّين من قبلكم لعلّكم تتَّقون } [البقرة:183].
وقال صلى الله عليه وسلم: « قال الله- عزّ وجلّ: كل
عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة، فإذا كان
يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: أني صائم
والذي نفس محمّد بيده: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه » [متفق عليه].
• وقال صلى الله عليه وسلم: «
إن في الجنة باباً يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا
يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون فيقومون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل
منه أحد » [متفق عليه].
• وقال صلى الله عليه وسلم: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
• وقال صلى الله عليه وسلم: «
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي ربي إني منعته
الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل
فشفعني فيه فيشفعان »
[رواه أحمد وغيره وحسنه الهيثمي، وصححه الألباني].
ملف كامل يشمل كل فضائل وأحكام رمضان والصوم
تعريف الصوم : لغة: الإمساك.
اصطلاحاً:قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شيء مخصوص بشرائط مخصوصة .
وقال العلامة العثيمين :هو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر وإلى غروب الشمس
النية :
هي عزم القلب على فعل الشئ ، والنية محلها القلب ، ولا يجوز التلفظ بها
لأن التلفظ بها بدعة ، ويجوز أن تكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل
الفجر بلحظة ، ولابد للصوم الواجب من نية قبلالفجر ، وقد ذكر ابن تيمية :
كل من علم أن غداً رمضان وأراد صيامه فهذه نية وهذا فعل عامة المسلمين .
وأما
صوم النفل يجوز لك أن تنوي قبل الزوال (أي قبل أذان الظهر بربع ساعة
تقريبا ً) ما لم تأكل لفعل النبي (صلى الله عليه وسلم) وأما النفل المعين
كعاشوراء وعرفة ، فاشترط بعض أهل العلم النية من الليل
حكم تارك الصيام :من
ترك الصوم بغير عذر فإنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه أخل بركن من
أركان الإسلام وواجب من واجباته العظام، وفرق بين من ترك الصيام وترك
الصلاة؛ لأن ترك الصلاة هذا كفر مخرج من الملة؛ أما تارك الصيام، فالصواب
في ذلك أنه لا يكفر، لكن كما أسلفنا أنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛
والزكاة آكد من الصيام ؛ ويدل على عدم كفر تارك الزكاة، لما في صحيح مسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
تارك الزكاة : ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) ولو كان
كافراً لم ير سبيله إلى الجنة.
النية :
هي عزم القلب على فعل الشئ ، والنية محلها القلب ، ولا يجوز التلفظ بها
لأن التلفظ بها بدعة ، ويجوز أن تكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل
الفجر بلحظة ، ولابد للصوم الواجب من نية قبلالفجر ، وقد ذكر ابن تيمية :
كل من علم أن غداً رمضان وأراد صيامه فهذه نية وهذا فعل عامة المسلمين .
وأما
صوم النفل يجوز لك أن تنوي قبل الزوال (أي قبل أذان الظهر بربع ساعة
تقريبا ً) ما لم تأكل لفعل النبي (صلى الله عليه وسلم) وأما النفل المعين
كعاشوراء وعرفة ، فاشترط بعض أهل العلم النية من الليل
حكم تارك الصيام :من
ترك الصوم بغير عذر فإنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأنه أخل بركن من
أركان الإسلام وواجب من واجباته العظام، وفرق بين من ترك الصيام وترك
الصلاة؛ لأن ترك الصلاة هذا كفر مخرج من الملة؛ أما تارك الصيام، فالصواب
في ذلك أنه لا يكفر، لكن كما أسلفنا أنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب؛
والزكاة آكد من الصيام ؛ ويدل على عدم كفر تارك الزكاة، لما في صحيح مسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في
تارك الزكاة : ( ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) ولو كان
كافراً لم ير سبيله إلى الجنة.
فضيلة الشيخ .أ.د : خالد بن علي المشيقح .
وقال
الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان
من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ،
ويظنّون به الزندقة والانحلال . وقال شيخ الإسلام رحمه الله : إذا أفطر في
رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله ، وإن كان فاسقا
عوقب عن فطره في رمضان .
فضائل شهر رمضان وصيامه :
إن لشهر رمضان وصيامه فضائل جمة جمعتها لك باختصار :1- أنه تصفد فيه الشياطين ، وهم مردة الجن .
2- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
3- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
4- وأن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
5- فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر .
6- يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان .
7- يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
8- والصدقة في رمضان من أفضل الصدقات .
9- والعمرة في رمضان تعدل حجة .
10- وإن الصوم أختصه الله لنفسه وهو الذي يجازي به .
11- وأن من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
12- وأن في الجنة باباً يقال له الريان لايدخله إلا الصائمون ، إذا دخلوه أغلق لايدخله أحداً غيرهم
13- وأن الصوم لا عِدل له ، وثوابه عظيم جداً وأجره غير معلوم .
14- وأن للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .
15- وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة .
16- وإن الصوم جنة ووقاية من النار .
17- وأن من صام يوماً أبتغاء وجه الله دخل الجنة
18- وأن من صام يوما ً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار
سبعين خريفاً ، وفي رواية مسيرة مائة عام . فما بالك بصيام يوم من أيام
رمضان .
19- أن الأجور في هذا الشهر الفضيل مضاعفة ، وأن صلاة السنة فيه كالفريضة ، فما بالك بالفريضة نفسها
20- وأن هناك ثلاث دعوات مستجابة (دعوة الصائم والمظلوم والمسافر) فهنيئاً للصائمين .
21- وأن الصوم وشهر رمضان وسيلة للتقوى والقرب من الله عز وجل .
22- وأن الصوم موجب للرحمة والعطف على الفقراء والمساكين ، أنه إذا جاع بطنه ذكرهم .
23- وأن الصوم يطفئ نار الشهوة ويقهر الطبع ، ويجنب صاحبه عن المعاصي ويهذب النفس عن الهوى .
24- وأن الناس تشعر كأنها أمة واحدة ، تجتمع على مائدة الإفطار غنيهم وفقيرهم .
25- وأن صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر . (رواه أحمد 5/280) وصحيح الترغيب(1/421)
آداب الصيام :
1- على المسلم الإكثار
من قراءة القرآن والأذكار اليومية في هذا الشهر الفضيل ، والاستكثار من
أنواع الخير والعمل الصالح ، لأن الأجور متضاعفة .
2- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال، فيحفظ
لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول، ويحفظ بصره عن
النظر إلى المحرمات، ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام، ويحفظ بطنه عن كل
مكسب خبيث محرم.
3- ومن الآداب المستحبة أيضاً ، تعجيل الفطور وتأخير السحور ، والعلة في
ذلك مخالفة اليهود ، أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً بلفظ: (لاَ
يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِراً ما عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأن الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ) .
4- يجب أن نعلم أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب فقط ، إنما يريد
منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل أيضا َ ، ولهذا يندب للصائم إذا
سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم ، ولا يرد عليه؛ لأنه لو
ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا
يكون الصيام كله سباً ومقاتلة
مفسدات (مبطلات) الصوم
* المفطّرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة :
1- أن يكون عالماً غير جاهل .
2- ذاكراً غير ناس .
3- مختاراً غير مضطر ولامُكْرَه
والمفطرات هي :
1-الردة (كأن يكفر الإنسان أو يترك الصلاة متعمداً أو يسب الدين وغيره) .
2- الحيض والنفاس .
3- الأكل والشرب متعمداً .
4- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب، مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، فأما غير المغذية فلا تفطر .
5- القيء عمداً .
6- الجماع : وهو الإيلاج في فرج أصلي سواءٌ دبرا كان أو قبلا، إمرأة كانت أو رجلا أو بهيمة ، وعليهما الكفارة .
7- إنزال المني متعمدا ً .
8- قطع النية (كأن ينوي الفطر) .
9- الجنون .
10- الموت .
أخطاء ومخالفات من بعض الصائمين :
1- من الناس من يهتم بأحكام الصيام من حلال وحرام وينسى أن له آداب يجب العمل به (كعدم السب والغيبة والغش)
2- الغفلة عن الدعاء قبيل الإفطار ، والانشغال عن متابعة الأذان بالكلام ، بل يجب عليه أن يقول مثل ما يقول المؤذن .
3- قول بعضهم عند الإفطار : (اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ
أفْطَرْت) هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود(2359) (ضعيف الجامع4349) ،
والصحيح قول : (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ
الاْجْرُ إنْ شَاءَ الله) رواه أبو داود(2358) صححه الألباني في صحيحه
(2066)
4- الاهتمام الزائد في إعداد الفطور ، كأن يزيد عن الحاجة .
5- ومن الناس من يفطر بعد الانتهاء من الأذان ، فهذا خطأ ، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
6- ومن الخطأ الإفطار على سيجارة بعد سماع الأذان .
7- ومن الخطأ الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوته صلاة المغرب جماعة في
المسجد ، والسنة أن تفطر على تمرات وماء ثم تصلي ، وبعد الصلاة تكمل بقية
إفطارك .
8- إضاعة الوقت ، إما في مشاهدة القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات
وفوازير أو قراءة المجلات الهابطة أو سماع الأغاني أو التجمع في الشوارع
وغيرها ، والله تبارك وتعالى سيسأل كل إنسان عن وقته فيما أفناه .
9- ومن الخطأ الإسراف في أكل السحور فيملأ الصائم بطنه بالطعام ، بل يجب عليه أن يأكل بمقدار ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور .
10- بعض الناس يصلي وتران في اليوم والليلة ، فإنه يوتر مع إمامه في صلاة التراويح ، ويوتر آخر الليل اجتهاداً منه وهذا خطأ .
11- كثرة الخروج إلى الأسواق في ليالي رمضان خاصة النساء ، وهذا خطأ لا سيما إذا لم يكن لهذا الخروج ضرورة ملحة .
12- هجر القرآن في رمضان ، يمر عند البعض الشهر كله أو بعضه ولم يتل فيه آية من آيات الله ، وهذا خطأ كبير وغفلة شديدة.
13- العجلة في قراءة القرآن ، فلا يرتل بل يهذه كهذ الشعر ، فينبغي التأني وعدم الاستعجال والتأثر بما فيه .
14- منع بعض الآباء أبنائهم من الصيام ، بل يجب عليه أن يحثهم ويشجعهم على الصيام .
15- إصرار بعض المرضى على الصيام مع المشقة وهذا خطأ ، فإن الله رخص للمريض أن يفطر ويقضي فيما بعد .
16- إخراج زكاة الفطر إلى الكفار ، وهذا خطأ يقع به كثير من الناس خاصة من لديهم سائق أو خادمة فيدفعون لهم وهذا لا يجوز .
17- من الناس من يصوم ولا يصلي ، فهذا صومه باطل ، وانه كافر كفراً مخرجاً
عن الملة ، فعليه التوبة إلى الله ويشرع في الصلاة وليس عليه قضاء الصوم
ولا الصلاة الفائتة لأنه كان كافراً وأصبح الآن مسلماً .
18- من الخطأ تقديم صيام الست من شوال على قضاء صيام رمضان ، فليبادر المسلم على صيام الفرض الواجب عليه أولا
كالقضاء على صيام السنة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ
رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ. كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)
رواه مسلم
19- بعض النساء يخرجن إلى الأسواق متبرجات متعطرات ، وهذا خطأ عظيم .
20- بعض النساء يصلين التراويح في المسجد ولا يلتزمن بالوقوف في الصف ،
وربما صلت بنفسها خلف الصف ، فهذا خطأ ، وعلى هذا فإذا صلت خلف الصف وكان
هناك مكان متسع لها أمامها بطلت الصلاة ، والصف الأول خير لها من الثاني
أركان الصيام
أركان الصيام أربعة وهي:
1- النية.
2- الإمساك عن المفطرات (كالأكل والشبر ونحوهما).
3- الزمان (من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس).
4- الصائم (المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام الخالي من الموانع كالمسافر، والمريض، والحائض والنفساء).
فوائد الصيام
أ- فوائد روحية:
1- يوجِد في النفس ملكة التقوى التي هي من أعظم أسرار الصوم.
2- يعوِّد الصبر ويقوي الإرادة.
3- يعوِّد ضبط النفس ويساعد عليه.
4- يكسر النفس. فإن الشبع والروي ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والقطر والغفلة.
5- يساعد على تخلي القلب للفكر والذكر... فإن تناول
الشهوات قد يقسي القلب ويعميه ويحول بين القلب وبين الذكر والفكر ويستدعي
الغفلة، وخلو البطن من الطعام ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويهيئه
للذكر والفكر.
6- يضيق مجاري الدم التي هي مجرى الشيطان الوسواس
الخناس من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فتسكن بالصيام
وساوس الشيطان وتنكسر قوة الشهوة والغضب.
ب- فوائد اجتماعية:
1- يعوِّد المسلمين النظام والاتحاد.
2- ينشر العدل والمساواة بين المسلمين.
3- يكوِّن في المؤمنين الرحمة وينمي السلوك الحسن.
4- يعرف الغني قدر نعمة الله عليه بما أنعم عليه ما
منع منه كثيراً من الفقراء من فضول الطعام والشراب واللباس والنكاح، فإنه
بامتناعه عن ذلك في وقت مخصوص وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من منع من
ذلك على الإطلاق فيوجب له ذلك شكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه بالغنى
ويدعوه إلى مساعدة إخوانه الفقراء.
5- يصون المجتمع من الشرور والمفاسد.
ت- فوائد صحية:
1- يطهر الأمعاء.
2- يصلح المعدة.
3- ينظف البدن من الفضلات والرواسب.
4- يخفف من وطأة السمن وثقل البطن بالشحم.
وقال
الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان
من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ،
ويظنّون به الزندقة والانحلال . وقال شيخ الإسلام رحمه الله : إذا أفطر في
رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله ، وإن كان فاسقا
عوقب عن فطره في رمضان .
فضائل شهر رمضان وصيامه :
إن لشهر رمضان وصيامه فضائل جمة جمعتها لك باختصار :1- أنه تصفد فيه الشياطين ، وهم مردة الجن .
2- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
3- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
4- وأن فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
5- فيه ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر .
6- يعتق الله من يشاء من عباده كل ليلة من ليالي رمضان .
7- يغفر الله للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
8- والصدقة في رمضان من أفضل الصدقات .
9- والعمرة في رمضان تعدل حجة .
10- وإن الصوم أختصه الله لنفسه وهو الذي يجازي به .
11- وأن من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .
12- وأن في الجنة باباً يقال له الريان لايدخله إلا الصائمون ، إذا دخلوه أغلق لايدخله أحداً غيرهم
13- وأن الصوم لا عِدل له ، وثوابه عظيم جداً وأجره غير معلوم .
14- وأن للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .
15- وأن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة .
16- وإن الصوم جنة ووقاية من النار .
17- وأن من صام يوماً أبتغاء وجه الله دخل الجنة
18- وأن من صام يوما ً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار
سبعين خريفاً ، وفي رواية مسيرة مائة عام . فما بالك بصيام يوم من أيام
رمضان .
19- أن الأجور في هذا الشهر الفضيل مضاعفة ، وأن صلاة السنة فيه كالفريضة ، فما بالك بالفريضة نفسها
20- وأن هناك ثلاث دعوات مستجابة (دعوة الصائم والمظلوم والمسافر) فهنيئاً للصائمين .
21- وأن الصوم وشهر رمضان وسيلة للتقوى والقرب من الله عز وجل .
22- وأن الصوم موجب للرحمة والعطف على الفقراء والمساكين ، أنه إذا جاع بطنه ذكرهم .
23- وأن الصوم يطفئ نار الشهوة ويقهر الطبع ، ويجنب صاحبه عن المعاصي ويهذب النفس عن الهوى .
24- وأن الناس تشعر كأنها أمة واحدة ، تجتمع على مائدة الإفطار غنيهم وفقيرهم .
25- وأن صيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر . (رواه أحمد 5/280) وصحيح الترغيب(1/421)
آداب الصيام :
1- على المسلم الإكثار
من قراءة القرآن والأذكار اليومية في هذا الشهر الفضيل ، والاستكثار من
أنواع الخير والعمل الصالح ، لأن الأجور متضاعفة .
2- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله عليه من الأقوال والأفعال، فيحفظ
لسانه عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم وفحش القول، ويحفظ بصره عن
النظر إلى المحرمات، ويحفظ أذنه عن الاستماع للحرام، ويحفظ بطنه عن كل
مكسب خبيث محرم.
3- ومن الآداب المستحبة أيضاً ، تعجيل الفطور وتأخير السحور ، والعلة في
ذلك مخالفة اليهود ، أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه مرفوعاً بلفظ: (لاَ
يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِراً ما عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ لأن الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ) .
4- يجب أن نعلم أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب فقط ، إنما يريد
منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل أيضا َ ، ولهذا يندب للصائم إذا
سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم ، ولا يرد عليه؛ لأنه لو
ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا
يكون الصيام كله سباً ومقاتلة
مفسدات (مبطلات) الصوم
* المفطّرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة :
1- أن يكون عالماً غير جاهل .
2- ذاكراً غير ناس .
3- مختاراً غير مضطر ولامُكْرَه
والمفطرات هي :
1-الردة (كأن يكفر الإنسان أو يترك الصلاة متعمداً أو يسب الدين وغيره) .
2- الحيض والنفاس .
3- الأكل والشرب متعمداً .
4- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب، مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، فأما غير المغذية فلا تفطر .
5- القيء عمداً .
6- الجماع : وهو الإيلاج في فرج أصلي سواءٌ دبرا كان أو قبلا، إمرأة كانت أو رجلا أو بهيمة ، وعليهما الكفارة .
7- إنزال المني متعمدا ً .
8- قطع النية (كأن ينوي الفطر) .
9- الجنون .
10- الموت .
أخطاء ومخالفات من بعض الصائمين :
1- من الناس من يهتم بأحكام الصيام من حلال وحرام وينسى أن له آداب يجب العمل به (كعدم السب والغيبة والغش)
2- الغفلة عن الدعاء قبيل الإفطار ، والانشغال عن متابعة الأذان بالكلام ، بل يجب عليه أن يقول مثل ما يقول المؤذن .
3- قول بعضهم عند الإفطار : (اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ
أفْطَرْت) هذا الحديث ضعيف رواه أبو داود(2359) (ضعيف الجامع4349) ،
والصحيح قول : (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ
الاْجْرُ إنْ شَاءَ الله) رواه أبو داود(2358) صححه الألباني في صحيحه
(2066)
4- الاهتمام الزائد في إعداد الفطور ، كأن يزيد عن الحاجة .
5- ومن الناس من يفطر بعد الانتهاء من الأذان ، فهذا خطأ ، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
6- ومن الخطأ الإفطار على سيجارة بعد سماع الأذان .
7- ومن الخطأ الإطالة في تناول الإفطار بحيث تفوته صلاة المغرب جماعة في
المسجد ، والسنة أن تفطر على تمرات وماء ثم تصلي ، وبعد الصلاة تكمل بقية
إفطارك .
8- إضاعة الوقت ، إما في مشاهدة القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات
وفوازير أو قراءة المجلات الهابطة أو سماع الأغاني أو التجمع في الشوارع
وغيرها ، والله تبارك وتعالى سيسأل كل إنسان عن وقته فيما أفناه .
9- ومن الخطأ الإسراف في أكل السحور فيملأ الصائم بطنه بالطعام ، بل يجب عليه أن يأكل بمقدار ، لأن كثرة الأكل تورث الكسل والفتور .
10- بعض الناس يصلي وتران في اليوم والليلة ، فإنه يوتر مع إمامه في صلاة التراويح ، ويوتر آخر الليل اجتهاداً منه وهذا خطأ .
11- كثرة الخروج إلى الأسواق في ليالي رمضان خاصة النساء ، وهذا خطأ لا سيما إذا لم يكن لهذا الخروج ضرورة ملحة .
12- هجر القرآن في رمضان ، يمر عند البعض الشهر كله أو بعضه ولم يتل فيه آية من آيات الله ، وهذا خطأ كبير وغفلة شديدة.
13- العجلة في قراءة القرآن ، فلا يرتل بل يهذه كهذ الشعر ، فينبغي التأني وعدم الاستعجال والتأثر بما فيه .
14- منع بعض الآباء أبنائهم من الصيام ، بل يجب عليه أن يحثهم ويشجعهم على الصيام .
15- إصرار بعض المرضى على الصيام مع المشقة وهذا خطأ ، فإن الله رخص للمريض أن يفطر ويقضي فيما بعد .
16- إخراج زكاة الفطر إلى الكفار ، وهذا خطأ يقع به كثير من الناس خاصة من لديهم سائق أو خادمة فيدفعون لهم وهذا لا يجوز .
17- من الناس من يصوم ولا يصلي ، فهذا صومه باطل ، وانه كافر كفراً مخرجاً
عن الملة ، فعليه التوبة إلى الله ويشرع في الصلاة وليس عليه قضاء الصوم
ولا الصلاة الفائتة لأنه كان كافراً وأصبح الآن مسلماً .
18- من الخطأ تقديم صيام الست من شوال على قضاء صيام رمضان ، فليبادر المسلم على صيام الفرض الواجب عليه أولا
كالقضاء على صيام السنة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ صَامَ
رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ. كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)
رواه مسلم
19- بعض النساء يخرجن إلى الأسواق متبرجات متعطرات ، وهذا خطأ عظيم .
20- بعض النساء يصلين التراويح في المسجد ولا يلتزمن بالوقوف في الصف ،
وربما صلت بنفسها خلف الصف ، فهذا خطأ ، وعلى هذا فإذا صلت خلف الصف وكان
هناك مكان متسع لها أمامها بطلت الصلاة ، والصف الأول خير لها من الثاني
أركان الصيام
أركان الصيام أربعة وهي:
1- النية.
2- الإمساك عن المفطرات (كالأكل والشبر ونحوهما).
3- الزمان (من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس).
4- الصائم (المسلم، البالغ، العاقل، القادر على الصيام الخالي من الموانع كالمسافر، والمريض، والحائض والنفساء).
فوائد الصيام
أ- فوائد روحية:
1- يوجِد في النفس ملكة التقوى التي هي من أعظم أسرار الصوم.
2- يعوِّد الصبر ويقوي الإرادة.
3- يعوِّد ضبط النفس ويساعد عليه.
4- يكسر النفس. فإن الشبع والروي ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والقطر والغفلة.
5- يساعد على تخلي القلب للفكر والذكر... فإن تناول
الشهوات قد يقسي القلب ويعميه ويحول بين القلب وبين الذكر والفكر ويستدعي
الغفلة، وخلو البطن من الطعام ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويهيئه
للذكر والفكر.
6- يضيق مجاري الدم التي هي مجرى الشيطان الوسواس
الخناس من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فتسكن بالصيام
وساوس الشيطان وتنكسر قوة الشهوة والغضب.
ب- فوائد اجتماعية:
1- يعوِّد المسلمين النظام والاتحاد.
2- ينشر العدل والمساواة بين المسلمين.
3- يكوِّن في المؤمنين الرحمة وينمي السلوك الحسن.
4- يعرف الغني قدر نعمة الله عليه بما أنعم عليه ما
منع منه كثيراً من الفقراء من فضول الطعام والشراب واللباس والنكاح، فإنه
بامتناعه عن ذلك في وقت مخصوص وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من منع من
ذلك على الإطلاق فيوجب له ذلك شكر نعمة الله تبارك وتعالى عليه بالغنى
ويدعوه إلى مساعدة إخوانه الفقراء.
5- يصون المجتمع من الشرور والمفاسد.
ت- فوائد صحية:
1- يطهر الأمعاء.
2- يصلح المعدة.
3- ينظف البدن من الفضلات والرواسب.
4- يخفف من وطأة السمن وثقل البطن بالشحم.