الدكتورة أغاريد أحمد الجمال استشارية الأمراض الجلدية ومديرة مركز معلومات مستشفيات جامعة عين شمس، سجلت اسمها بحروف من ذهب فى سجل
العلماء والمخترعين عقب توصله المرض الصدفية لتكون أول طبيبة فى العالم تتوصل لعلاج لهذا المرض.
ولقد تم لتؤدى العمرة شكرا لعلاج تكريمها من قبل الدولة للانجاز الذى حققته، وعقب ذلك توجهت الى بيت الله الحرام وحمدا للمولى عز وجل الذى كلل جهودها التى استمرت تسع سنوات تعرضت خلالها لصعوبات ومعوقات لا حصر لها بالنجاح.
ولعل نبوغ الدكتورة أغاريد الجمال وتفوقها يكون أبلغ رد على الذين يزعمون أن المرأة المسلمة قد حرمت حقوقها وتعيش مقهورة مسلوبة الإرادة.
يؤكد أيضا أعداء الإسلام.كما أن توصلها لعلاج مرض الصدفية من خلال دواء يصنع من منتجات عسل النحل من جديد أن الإعجاز العلمى للقرآن الكريم لا يزال به الكثير والكثير من الأسرار التى تؤكد فى كل يوم أن القرآن صالح لكل زمان ومكان.وحول رحلة البحث والعمل والتفوق كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة أغاريد الجمال.
البحث العلمى له أهمية كبيرة فى تنمية المجتمع والنهوض به.. من وجهة نظرك هل هناك ما يعوق البحث العلمى فى مصر؟
الآن فى سباق للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم اهتماما كبيرا العالم التى تكفل الرفاهية للإنسان، وتضمن له التفوق على غيره. وإذا كانت الدول المتقدمة تولى للبحث العلمى فذلك يرجع إلى أنها أدركت أن عظمة الأمم تكمن فى قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية.
والبحث العلمى ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطورها التعليمى والثقافى والصحى والبيئى وبالتالى تحقيق رفاهية شعوبها، والمحافظة على مكانتها الدولية، هناك الكثير من السلبيات التى تواجه البحث العلمى فى مصر والتى تتمثل فى أنه جدا وللأسف يتم الاهتمام بالفردية وبالكم فقط.
كما أن البحث العلمى يعانى ضعف التمويل، وهناك أمر خطير وهو أنه يوجد لدينا من يحارب كل جديد وكم أتمنى أن يكون هناك تواصل بين القديم والجديد، كذلك فلا يوجد تطبيق عملى للأبحاث ولابد من إخراج البحث العلمى من الحيز الاكاديمى إلى حيز التطبيق.
ويجب ان يكون هناك تغيير فى مفاهيم البحث العلمى وأن يرتبط بالمجتمع وينهض بكافة قضاياه فى كافة التخصصات وهناك ضرورة لتشجيع إنتاج الأدوية المحلية المصرية والرقى بصناعة الدواء فى مصر.
وماذا عن البحث الذى أدى لهذا الانجاز؟
هذا الانجاز نتيجة سلسلة من الأبحاث منذ 9 سنوات بدأت ببحث رسالة الدكتوراه من عام 1998 واستمرت الأبحاث حتى تم انجاز هذا الدواء المكون من مواد طبيعية من البيئة المصرية.
والبحث الأول كان عن دراسة علاجية مقارنة للتأثير الموضعى لصمغ نحل العسل مع الصبار فى علاج الصدفية، وهو مرض شائع ومزمن ويحتاج إلى فترات طويلة ويكون على هيئة دوائر حمراء وعليها ازدياد فى إفرازات الطبقة الدهنية القشرية واحمرار فى أماكن معينة فى فروه الرأس، وتصحبها حكة وأيضا تصيب الأظافر بنسبة 25 – 50% مع كل أنواع الصدفية وتكون الأبها نقط بيضاء غائرة أو لون طولى وممكن يؤدى ذلك إلى تشوه فى الأظافر.
ويحتاج العلاج إلى طويلة، وتوجد له عدة طرق ومنها العلاجات الموضوعية مثل القطران ومراهم وأيضا فترات الكورتيزون والملطفات، وهناك العلاج الضوئى بالأشعة الفوق بنفسجية والعلاج الضوئى الكيميائى هناك العلاجات المثبطة للمناعة (مثبطات المناعة) وكل هذه العلاجات لها أضرارها وسلبياتها ولا يوجد حتى الآن علاج مثالى ومريح دون أعراض جانبية.
ورغم كثرة الأبحاث فلم نتوصل إلى أسباب المرض، ولكنه غير معد، ولا يوثر بشكل كبير على صحة المصاب، وكل ما يحدث غالبا هو من الجلد مغطاة بطبقة كثيفة من القشور البيضاء وقد تتبعه بعض الأعراض الأخرى مثل التهاب المفاصل ورغم أن هذا المرض لا يرتبط بسن معينة، إلا أنه نادرا ما يصيب الأطفال ويعتقد ان العامل الوراثى يلعب دورا فى المرض.
وسألناها عن مكونات هذا الدواء؟وهل بالفعل ثبتت فعاليته؟
هذا العلاج هو مزيج من صمغ العسل مع الصبار فى صورة مرهم والعلاج بمنتجات نحل العسل فرع جديد للطب وتشمل هذه المنتجات صمغ نحل العسل (البروبوليس) والغذاء الملكى، سم النحل شمع وحبوب اللقاح..
ويمثل صمغ نحل العسل (البروبوليس) أحد المشتقات الذى يلعب دورا هاما فى الطب الشعبى ولقد أقيم فى بوخارست برومانيا 1975 م أول مركز طبى عالمى متخصص للاستشفاء بواسطة منتجات نحل العسل وأهمية هذا البحث هو اللجوء إلى المصادر الطبيعية فى علاج مرض مزمن مثل الصدفية والبعد عن كافة العلاجات التى لها أعراض جانبية بالغة من طول مدة استخدامها مثل الكورتيزون والأشعة الفوق بنفسجية.
ولذلك فوجود علاج آمن وغير مكلف هو انطلاقة فى علاج مرض الصدفية ولقد اشتمل بحثى الأول لإنتاجه
(1998 حتى 2000) على 74 حالة تم شفاؤهم بنسبة 82.6% ثم استكملت هذا البحث من (2001 حتى 2006) وببحث آخر على284 حالة من جميع أنواع الصدفية.
واستخدمت هذا العلاج بتراكيز مختلفة على أماكن مختلفة من الجسم فكانت النتائج 86.8% ولقد تم بالفعل تجربته فى عدة مراكز بحثية وفى كافة أنحاء مستشفيات جمهورية مصر العربية ليتم تسجيله كدواء مصرى فى وزارة الصحة المصرية وكانت نتائج هذه المراكز مبهرة.
فجاء تقرير مستشفيات جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد ندا نجاح الدواء بنسبة 86% وجامعة عين شمس برئاسة دكتور محمد حسن الحفناوى 88% وجامعة الزقازيق برئاسة دكتور محمد عامر نسبة نجاح الدواء كانت 92% إما مستشفى الحوض المرصود التابع لوزارة الصحة المصرية وهذه أكبر مستشفيات جامعة الجلد فى جمهورية مصر العربية وكانت نتيجة كفاءة ونجاح هذا الدواء بنسبة 98%.
ولقد تم عمل السمية للدواء بإجراء التجارب المعملية فى جامعة الإسكندرية على حيوانات تجارب ولم يثبت له أى أثار جانبية وبذلك تم تسجيله كدواء علاجى مصرى ليكون أحدث علاج لمرض الصدفية فى مصر والعالم كله.
الإعجاز العلمى للقرآن
هل تمت بالفعل دعوتك للمشاركة فى مؤتمر الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والذى سيعقد فى دولة الكويت فى شهر نوفمبر القادم عقب الإعلان عن اختراعك؟
قالت د. أغاريد:بالفعل سوف أشارك فى هذا المؤتمر حيث تم توجيه الدعوة لى، للتحدث عن الإعجاز العلمى الموجود بسورة النحل، وحقيقة لقد توقفت أمام النص المعجز: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}... صدق الله العظيم (النحل: 68 – 69).
وبالتعمق فى هاتين الآيتين يتضح تماما الواقع الذى لم يعرف إلا فى العصر الحديث حيث لم يعرف شئ عن النحل قبل اكتشاف القسيس الأمريكى لنجستروث للمسافة النحلية التى على أساسها صمم الخلية ذات الإطارات المتحركة عام 1852م وبعدها تمت معرفة الكثير عن حياة وسلوك النحل بينما لم يعرف شئ من قبل ذلك إلا أنه يسكن الجبال والأشجار ويلدغ كل من يقترب منه.
بناء على وحى الله للنحل تحورت كل تصرفاته الحيوية فأصبحت مختلفة ومتميزة عن تصرفات الكائنات الأخرى الحيوانية.
إن معنى وحى الله للنحل فيه تكريم وتعظيم للخدمات التى يؤديها والوحى هنا مقصود به الإلهام كما قال الله فى كتابه الحكيم: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}... القصص الآية 7.
ونلاحظ أنه لم يذكر العسل صراحة بأنه هو الذى يخرج من بطون النحل أو بأنه هو الذى فيه الشفاء، إذ تخرج من بطون الشغالات سوائل متباينة الألوان بالإضافة إلى العسل وهى الغذاء الملكى الذى تطعم به صغارها وملكاتها والسم الذى تلدغ به أعداءها.
والشمع الذى يخرج من بطونها سائلا ويتجمد بمجرد تعرضه للهواء لتبنى به أقراصها علاوة على المواد التى تجمعها من النباتات وتضيف إليها موادا من إخراجها مثل حبوب اللقاح التى تختزنها للتغذية عليها والمادة الصمغية المسماة (البروبوليس) أى مادة البناء الأولية التى تستعملها فى تضييق مداخل خلاياها حتى لا تدخلها التيارات الهوائية وقد ثبت فى العصر الحديث أن لجميع هذه المواد العديد من الفوائد العلاجية والآن موجودة كعقاقير طبية تباع فى صيدليات الدول المتقدمة.
وفى كل ذلك دليل على إعجاز هذه الآية التى تضمنت حقائق كامنة حوالى أربعة عشر قرنا من الزمان مما يكسب هذه الآية أعجازا علميا وطبيا يتناسب مع بدئها بوحى الله للنحل وختامها بأنها آية لقوم يتفكرون.. وهذا هو ما سوف أوضحه خلال هذا المؤتمر ليعرف العالم أن القرآن صالح لكل زمان ومكان
اللهــم اشفي مرضانا
وانعم عليهم بالصحة الدائمة